الباحث/ عبد الرحمن بن مقبل بن سالم الشمري
باحث دكتوراه بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة القصيم، المملكة العربية السعودية
doi.org/10.52132/Ajrsp/v4.47.12
إن مِن المركوز في النفوس التي خوطبت بالوحي أن للشريعة مقاصد، ويظهر ذلك جليا مِن خلال تصرفات كثير من الصحابة رضي الله عنهم بالعمل بما يلائم مقاصد الشريعة، ومن الأمثلة على ذلك: جَمْع عثمان رضي الله عنه للمصحف، فإن في هذا المقصد حفظٌ للدين. وهذا المثال وغيره من الأمثلة التي توضح استعمال الصحابة للمقاصد في الجانب العقدي؛ يتضح من خلالها أن علم المقاصد علم قديم، وكان استعماله موجودا عند صدر هذه الأمة. ولقد بلغ الاهتمام والعناية بالمقاصد الشرعية إلى حد كبير، لكن المقاصد العقدية لم تحظ بهذه العناية فيما يتعلق بكثرة التأليف، وقد يكون السبب في ذلك قلة من تكلم في مقاصد العقيدة من المتأخرين، وهذا لا يعني أنه لا يوجد ذكر للمقاصد إطلاقا، بل هناك كلمات منتثرة في كتب بعض العلماء في بعض أبواب العقيدة، مثل مقاصد المحافظة على الدين والإمامة ومخالفة المشركين وغيرها.
وإذا كانت المقاصد الشرعية يظهر من خلالها بعض صفات الله تعالى كالحكمة؛ فإن المقاصد العقدية المتعلقة يظهر من خلالها صفات الله تعالى الأخرى-إضافة إلى صفة الحكمة- كالعظمة والقدرة والعلم وغيرها من صفات الجلال والكمال، كما يظهر من المقاصد العقدية أعظم الحِكَم والتي أُنزلت من أجلها الكتب وأرسلت الرسل؛ وهي عبادة الله وحده. ومن العلماء الذين كان لهم إسهام في بيان مسالك العلم بالمقاصد العقدية الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى، وقد جاء هذا البحث كاشفا عن تلك المسالك عند الشنقيطي.
مسالك، المقاصد، العقيدة، العلم، الشنقيطي.
تحميل PDF