الدكتور/ الحبيب كشيدة الدرويش
أستاذ مشارك، قسم الدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة الملك فيصل، المملكة العربية السعودية
doi.org/10.52132/Ajrsp/v5.52.6
يتناول هذا المقال النظري أهمّية المنهج الكيفي في علم الاجتماع المعاصر، وقد تمّ اختيار هذا الموضوع بعد ما لوحظ من تركيز أغلب الأبحاث الأكاديمية العربية على الأسلوب الكمّي المستلهَم من المقاربة الوضعية مقابل غياب لافت للمنهج الكيفي رغم أهمّيته العلميّة وما يوفّره للباحث من عمق التفسير والتأويل. هذه ملاحظة استقَيْناها من التجربة الأكاديمية، ومن التعاطي المستمرّ مع الإنتاج العلمي العربي في مجال العلوم الاجتماعية. وهدفت هذه الورقة إلى محاولة سدّ الفجوة التي تفصل بين البحوث الأكاديمية العربية والمنهج الكيفي، من خلال الدعوة إلى ضرورة إحداث نوع من التوازن في استخدام المنهجيْن، وهي دعوة تندرج ضمن ما يُعرَف بالتعدّدية المنهجية التي تُعَدّ مِن السمات المُميِّزة للسوسيولوجيا الغربية المعاصرة وتيّار ما بعد الحداثة. وتمّ الخروج باستنتاج متّصل بمزايا المنهج الكيفي، ويمثّل إحدى المسائل المهمّة التي تجاهلتها البحوث الكمّية، ومقوِّمًا أساسيا من مقوّمات البحث الكيفي، وهي مسألة العلاقة التعاونية والتشاركية التي تجمع الباحث بالمستجوَب، وهي علاقة تتطلّب التزامات أخلاقية من قِبَل الباحث تراعي حرمات المبحوث وخصوصياته، وكذلك رؤيته للموضوع المدروس ووجهة نظره فيه. وفي الأخير أوصى المقال بضرورة تحلّي الباحث بالمرونة في اختيار المناهج المناسبة لبحثه من خلال تبنّي تعدّدية منهجية قائمة على تنويع المقاربات والنظريات والأدوات البحثية، ذلك أنّ تعقّد الظاهرة الاجتماعيّة وتشابك محدّداتها يفرضان استبعاد التحليل الاحاديّ الجانب، ويدعوان الباحث إلى اعتماد مختلف المقاربات الكمّية والكيفية من أجل فهم أفضل للظاهرة المدروسة.
المنهج الكمّي، المنهج الكيفي، التعدّد المنهجي، البراديغم الوضعي، البراديغم التأويلي.
تحميل PDF