الدكتورة/ إلهام يحيى محمد الرخاوي
مدرس بكلية الآداب، جامعة بنها، جمهورية مصر العربية
doi.org/10.52132/Ajrsp/v5.51.6
لقد شهد العصر الحديث في الغرب ثورات فكرية كبرى من أمثال الهيجيلية والماركسية والكانطية والتي أسماها "ليوتار" "الأساطير أو الحكايات الكبرى في التاريخ"، لأنها تتسم بالوحدة والشمولية ويبدو فيها تضامنا بين الأنا والآخر، ولكن جاء عصر ما بعد الحداثة حاملاً بين طياته مبادئ التعددية والنسبية ورفض تمركز السلطة، مما كان له أكبر الأثر في تحول مسار العلاقة بين الأنا كحضارة للشرق وبين الآخر (الغرب).
ويهتم هذا البحث ببيان أفكار "جارودي" المتضامن مع بلاد الشرق كثيرًا وفي نفس الوقت عبر عن سخطه على بلاده ومستنكراً لسياساتهم الاستعمارية، فيحاول التوفيق بين حضارتين ينتمي عقائدياً لمن ليسوا من جلدته وينتمي عرقياً إلى خصومه وهم بنو دولته. وتعد أفكاره ضد الإمبريالية والتمركز حول الذات والرأسمالية بمثابة تمرد فكري على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأخلاقية السائدة في الغرب، والتي يستلزم تغييرها تغيير طبيعة التفكير في المفاهيم السائدة حول هذه الأوضاع حتى يتم نشر ثقافة جديدة وهي ثقافة الاختلاف وقبول الآخر. وقد استخدمت المنهج التحليلي، وتمثلت أهم النتائج في بيان أنه كان لجارودي إسهامات عديدة من أجل إقامة هذا الصرح الفكري العملاق الخاص بحوار الحضارات والذي أطلق عليه اسم المشروع الكوني أو مشروع الأمل وما فيه من محاولات لإيقاظ أفكار العالمية والسلام والانسجام بين الأنا والآخر.
الشرق، الغرب، الأنا، الآخر، حوار الحضارات، جارودي
تحميل PDF